عايزين نرجع!

أنهرده قررت أكتب عن "فريق الأمل". هو فريق تكون لمساعدة اللاجئين السورين في إستخدام إمكانيتهم الشخصية لمساعدة نفسهم و مساعدة البلد الجديدة اللي بيعيشوا فيها. المشكلة الرئيسية اللي بيحلها "فريق الأمل" هي إحساس اللاجئين بكونهم درجة تانيه و عندهم وقت كثير فاضي، و هو دا اللي بيخلق الخناق و التحرش و في بعض الأحيان الجرائم!!! الحل الأساسي هو الexperience exchange center اللي "فريق الأمل" هيقنع اللاجئين للإشتراك فيه و تكوينه. و الهدف الرئيسي هو خلق المساحة الكافية عشان ترجع لهم أهميتهم من تاني و يرجع لهم الأمل. 

الفريق مكون من: روبي نايف طالبة إعلام في الجامعة الأمريكية في لبنان و هي سورية و أشتغلت في كذا عمل يخص اللاجئين، و حوراء عجوز خريجة إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في لبنان و هي صاحبة الفكرة كونها سورية و قائدة الفريق، و نادين ناصر خريجة العلاقات العامة من الجامعة الأمريكية في لبنان و حالياً بتشتغل في  MTV و كانت المتحدث الرسمي للاجئين.

Image may contain: 3 people, people smiling, text and closeup
 "فريق الأمل" زار المخيمات بنفسه، و شافوا بنفسهم سوء الأحوال في المخيمات. الحياة هناك مكونة من خشب و قماش. المخيمات في لبنان صغيرة جداً، كل مخيم فيه 10-15 خيمة. بدأوا رحلتهم من سوريا للحدود مع لبنان و أستقروا في مزرعة هناك. الفلاحين بيعاملهم ب شكل غير إنساني و بيجبروهم يدفعوا إيجار أو يمشوا من المخيم أو الأسوء من كدا كمان. رحلتهم من سوريا للحدود بدأت هروباً من داعش و إنتهاكتهم. كل ما الفريق بيسألهم نساعدكم أزاي، بيقولوا "رجعونا ل سوريا". و كمان المخيم مش أمان، لأن ملوش سور. ممكن أي شخص يدخل أو يطلع زي ما يحب! بس اللاجئين مش بيتحركوا عشان مش عارفين هيروحوا فين.  
الأطفال من سن 3-5 لما كانوا بيشوفوا الألوان و الورق عشان يرسموا و يلونوا، مكنوش بيعرفوا أيه الحاجات دي؟؟؟ ماشفوش لا ورق ولا ألوان لأنهم أتولدوا و عاشوا حياتهم في المخيم و ميعرفوش حاجة غيره. لما الأطفال الكبار شوية رسموا، ف رسموا بيوت مهدومه و قنابل و هي دي الذكريات اللي عندهم!!!!  

و دي قصة حقيقية على لسان حوراء من "فريق الأمل"، 
"كنت دائما أؤمن أن الأم الثكلى هي أتعس المخلوقات على هذه الأرض لما تحمله من حزنٍ و ألم ممزوج بالشوق لوليدها المتوفى ... إلا أن سمعت بمعاناة إحدى اللاجئات السوريات في مخيمات البقاع في لبنان (و تكثر مثل هذه الحالات في كل مكان).
 و هي أرملة رحلت هرباً من الإرهاب الذي دمر لها كل ما تملك فألقى بها الزمن في إحدى المخيمات التي لا تحمل أدنى المستويات المعيشية الصالحة للسكن البشري! لتتعرض للابتزاز من قبل مالكي الأراضي التي تحتوي هذه المخيمات .. فإما أن تدفع له أجرة الخيمة التي لا تحتوي شيئاً أو أن تقبل بنفسها سلعةً رخيصة لإرضاء رغبات و غرائز ذلك المالك الجشع أو أن تذهب بنفسها و أولادها إلى المجهول، لتذهب لمخيم آخر و تتعرض للابتزاز من جديد.
 سلام الله عليك يا من قلت:"(ارحموا عزيز قوم ذل" .. فلا يوجد في هذه الحياة أصعب من أن تكون ضعيفاً ذليلاً.
 الأم الثكلى قد استشهد ولدها و هي مطمئنة عليه بين يدي الخالق أما أم كهذه فهي ترى أطفالها يموتون كل يوم .. من جوع و مرض و ترحال .. يموت الأمل في قلوبهم و تموت الأحلام معهم ... تتعرض لكل أنواع الاستغلال و الظلم و هي ضعيفة لا تملك من أمرها شيء!
 قبل أن ننام في فراشنا مرتاحي البال كل يوم .. فلنتذكر أن على بعد بعض الكيلومترات هنالك آلاف النساء و الأطفال يموتون كل يوم و هم أحياء .. فلنتذكر أن من منّ الله عليه بالراحة و الأمان في هذه الأوقات ليس لينعم بها وحده و يزيد عدد المستهليكن على البشرية .. إنما لنكون عوناً لبعضنا بعض بكل ما أوتينا من قوة.
 فلنحاول أن نساعد بعضنا بعضاً في هذه الأيام العصيب... علّ الفرج يكون قريباً بإذن الله !"

و عشان يتحسن الوضع شوية، جيه "فريق الأمل" و قرر يشارك في مسابقة Hult University في لبنان و تحت إشراف الجامعة الأمريكية في بيروت. "فريق الأمل" مؤمن بوجود النور حتى لو بعد الظلام، و هرجعوا النور قريب جداً.

Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

لا تتبع القطيع .. فأنت لا تعلم الى اين ذاهبون!!