كل واحد فيه اللي مكفيه!!

من وجهة نظري البسيطة جداً إن أصعب حاجة تعملها في نفسك أنك تقنعها أنك "تمام" و عايش من غير أي مشاكل نفسيه! المشاكل النفسيه جزء لا يتجزء من النفس البشرية، مفيش بشر سليم تماماً بالعكس كل شخص فيه اللي مكفيه من مشاكل و من كلاكيع. تختلف حجم الكلاكيع بس ستظل دائماً موجوده و الواجب علينا نعترف و نساعد نفسنا و نتعايش مع حقيقة أن كل بني أدم فيه اللي بيكفيه! أنا لا دكتورة نفسية ولا بعرف في التنمية البشرية، بس من خلال عشرتي لنفسي طول ال٢٢ سنة اللي فاتت و معاشرتي للناس حواليا ممكن أصدق جداً إن كل بني أدم فيه اللي مكفيه من مشاكل و هموم بتكتم على نفسه و تخنقه (على الأقل في فترة من فترات حياته). 

ممكن نبدأ بالoverthinking أو أنك تقعد تفكر في الفكرة البسيطة جداً و تطلع لها أفكار متشعبه منها و تعمل network من الأفكار و الأسئلة و الأستفسارات اللي ممكن ميكونش لها إجابة أو علاقة بالفكرة الأساسية من الأول. دا ممكن تكون نتيجته المباشرة هي الأرق أو الإكتئاب عشان بتحس بالعجز قدام الصداع اللي أتصنع لا إرادياً!! تعب أعصاب بس مش بيدك، يا ريت الدماغ عندها زراير عشان نقفل و نفتح و نعدي و ننسى.
ممكن نتكلم برضو عن موجات الحزن اللي مش بنعرف نتصرف قدامها بنقعد حرفياً مشلولين و مش عارفين نفكر غير في سيناريوهات سوداء و غامقة جداً!! و اللي عايزة أأكد عليه بدل المرة ألف مرة "مش بأيدنا" و على الأقل في الأول لحد ما شخص ما يجي يأخذ بأيدنا و يساندنا. حاجة مهما كبرت أو صغرت بتزعلنا بس مش زعل بسيط من أبو دمعتين و خناقة، بس حزن أعمق بنسرح فيه و ممكن نغرق لو محدش لحقنا! مش شعور لذيذ خالص، بس لازم نفهم أن المكتأب مش بأيده بيكتأب و مش بأيده بيرمي نفسه للتهلكه يعني. 
ممكن برضو نتكلم عن حبنا للأشياء و الأشخاص اللي ممكن يتحول لإدمان، بكل معنى كلمة إدمان. يعني الشئ أو الشخص دا بتربط معاه إحساسك بالسعادة و بالراحة و بالنشوة و كل المشاعر الحلوة! مع ذوال الشئ أو الشخص بتزول الأحاسيس الحلوة! كأننا بدلنا المخدرات بالشئ التاني اللي ممكن جداً يكون أكل أو رياضة أو هوايه أو شغل أو شخص قريب أو بعيد أو أي حاجة تانية. و دا برضو مش بيكون بأيد الشخص، ممكن بأيده في الأول بس بعد كدا خلاص، زي المدمن بالظبط.

مش عايزه أنسى حاجة بس يمكن دول أكثر ثلاث حاجات شوفتهم فيا و حواليا كمان، في صحابي. شوفت الoverthinking و متكونش عارف توقف دماغك ولا أفكارك! شوفت الإكتئاب و الشعور بالعجز قدامه! الإدمان اللي مش بس مخدرات و غرقنا فيه! و دا ممكن يرجعنا لكلمة قديمة أوي ممكن نسمعها من الستات العواجيز كثير "كل شئ زيادة عن حده بيتقلب ضده"؛ فعلاً لو فكرت كثير أو زعلت كثير أو حبيت حاجة كثير هتتقلب ضدك!! 
الحل بين أيدك أنت، أه ممكن تحتاج مساعدة من اللي حواليك بس في الأول و الأخر أنت مسؤول عن نفسك و عن عمرك و عن حالك. عيش الحالة اللي أنت فيها دي بس بشويش فصفصها و أعرف تفاصيل الحالة و سبابها؛ من الأخر متستسلمش عشان متندمش لما تلاقي شريط حياتك جري و أنت لسا محلك سر! فكر بس وقف نفسك أول لما تحس أن أفكارك و أسئلتك مش في حدود قدرتك. أزعل بس أول لما تلاقي زعلك دا بيأثر بالسلب على علاقاتك و شغلك و دراستك، قوله لاء و وقفه بأي طريقة حاول و أطلب المساعدة لو مقدرتش لوحدك. حب حاجات قي حياتك زي الأكل و أنك تسمع مزيكا أو أنك تشتغل أو تلعب رياضه أو غيره، بس أوعى توصل نفسك لإدمان الشئ دا. 
أنت حكمك في أيدك و عمرك في أيدك و قراراتك في أيدك، من الأخر حياتك في أيدك أنت! قعد مع نفسك و صالح نفسك على نفسك. كل حاجة في أولها صعبة بس مفيش مستحيل! و في أيدك أنت بس أنك تفرمل نفسك و متوصلش للحال دا من الأول.

**مش بعكس كلامي، بس أنت كل زمام الأمور في أيدك لحد ما تنجرف في منحنى غامق بعده الأمور مش بتكون بأيدك أوي و بعدها بتيجي لحظة و تقول لنفسك "أنا مش هضيع عمري بالشكل دا" و ترجع زمام الأمور في أيدك من تاني! نصيحتي: متسبش نفسك للسيناريوهات اللي فوق دي.

Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه