مصر بتفرح
يوم 6 أغسطس 2015؛ كان خلص سنة بالتمام و الكمال على اليوم اللي قال فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه عايز يحفر تفريعة جديدة من قناة السويس عشان الوقت السفن تمشي أسرع و تقدر تتحرك في الأتجاهين، مش بس كدا الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر أن مشروع بالحجم دا بدل ما يأخذ 3 سنين هيتعمل في سنة واحدة و بس. و بين معارض و مؤيد، و بين كلام محبط و كلام مؤيد و صمت بعض البشر اللي قرروا يشوفوا النتيجة الأول زيي كدا. و سمعنا و شوفنا عمال بيشتغلوا ليل و نهار طوال السنة؛ و شوفنا الأنتهاء من المشروع في سنه بالظبط. دا أحنا كمان شوفنا أحتفال مشرف؛ مشرف بحضور المصريين زي مجدي يعقوب قبل حضور الرؤساء و الملوك الأجانب.
و دا منشور فيه الترتيب الزمني لقناة السويس من 1887 قبل الميلاد ل 2014: http://newcanal.suezcanal.gov.eg/?lang=en للتاريخ و عشان الناس تعرف أيه هي قناة السويس.
أول يوم يمر من غير ما أفتح اللابتوب ولا أفضل قاعده على السوشيال ميديا طول النهار و الليل!! بالعكس دا العيله كلها (مش عيلتي و بس و لكن أغلبية معارفي) قاعده قدام التلفيزيون و بنتفرج على أحتفال ماحصلش من زمن طويل مليان بالموت و القتل و الدم و الإرهاب و السلبيه و الخوف. مصر بتفرح مش عشان الأحتفال ولا عشان حضور رؤساء أجانب أو شخصيات مصريه محترمه؛ و لكن مصر بتفرح عشان من زمان نفسنا نعمل إنجاز و نفرح بتحقيقه في وقته صح. الرئيس قال "سنه واحده" و أول سفينه تجريبيه كانت في قناة السويس "قبل السنه ما تخلص ب11 يوم".
في ناس شايفه المشروع دا صغير! و الناس أختلف عليها الأمر من "قناة سويس جديده" ل "تفريعه" ل "ترعه" و لحد "طشط أم غنيم"؛ أظن في الأحتفال أحنا شوفنا القناه و المشروع الجديد جنب بعض و تقريباً نفس الوسع. أحنا كمان شوفنا سفن ضخمه جداً في الناحيتين (الجديده و القديمه). مش بس كدا؛ دا في أخبار أن جينيس ريكورد دخلت المشروع دا ك"أسرع قناه تم حفرها". مصر بتفرح؛ ب"مشروع قومي" أكيد له أثر إيجابي على الأقتصاد المصري. مصر بتفرح؛ بكلمه توثقت من سنه و هي البدأ في حفر المشروع و بعد سنه بالظبط كانت كلمه بتتوثقت لبدأ تشغيل القناه و مرور السفن فيها. مصر بتفرح؛ بخبر حلو في وسط أخبار خطف و قتل و إرهاب و أستشهاد و تصفيه و بلاوي زرقا. مصر بتفرح؛ بمشروع مهما قولتوا صغير أو تفريعه أو طشط أو ترعه ف هو هيفضل مشروع قومي و كبير جداً.
الأحتفال بدأ بمرور الرئيس عبد الفتاح السيسي في يخت "المحروسه"؛ يخت أتصنع و وصل لمصر سنه 1865. و هو نفسه اليخت اللي تم الأحتفال بأفتتاح قناة السويس فيه؛ أيام الخديوي إسماعيل. وفي 1975؛ السادات حضر عليه الأفتتاح التاني لقناة السويس. و بعد فتره شوفناه طفل لابس لبس الجيش و معاه علم مصر و بيعمل التحيه العسكريه؛ و بعد السؤال عن مين الولد دا، أكتشفنا أنه طفل مريض بالسرطان و عنده 9 سنين و كانت أمنيته أنه يشوف الرئيس السيسي؛ ف تم دعوته مع أهله لحضور الأحتفال و طلع الولد على يخت المحروسه.
و بعد شويه بدأ الأحتفال بكلمه من الفريق مهاب مميش؛ و الملخص:
- قناه السويس هي شريان الحياه لمصر و غيرها و رمز للإراده و التحدي و الكفاح، و بدايه عصر البناء و التعمير بأول خطوه و هي أول مشروع قومي و عملاق لمصر في القرن ال21.
- و أن المشروع كان دعمه الكامل من الشعب المصري و تمويله و دعم الحكومه.
- و من بعد تفجير الساتر الترابي لم يتوقف العمل غير مع مرور أول سفينه عملاقه في القناه (25 يوليو 2015) يعني قبل مرور السنه ب11 يوم.
- و من 7 أغسطس 2015 بدأ مشروع التنميه في منطقه قناه السويس.
و بعدها كلمه الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ و الملخص:
- الشعب المصري له الأولويه الكامله؛ و عشان كدا الحديث كان فيه جزء مش من الخطاب الرسمي و لكن كلام خارج السياق.
- قناة السويس الجديده مش المشروع القومي الأول لمصر في أخر سنتين؛ و لكن في مشروعين تانين و هما مشروع القضاء على الإرهاب و القتل و التخريب و مشروع الأزهار و تجديد الخطاب الديني عشان أحنا كتله واحده.
- قناة السويس الجديده مش بس عمل هندسي؛ و لكن الشعب المصري كان يحتاج الأطمئنان و الثقه في وقت صعب و عشان كدا الشعب فرح بفكرة أن الشعب المصري لسا بيقدر.
- مشروع القناة الجديده دي خطوه من ألف خطوه لازم نمشيها.
- المصريين ينتصرون على الإرهاب بالحياه و على الكراهيه بالحب.
- تطوير البنيه التحتيه لمناطق المحيطه بقناة السويس (أسماعيليه-عين سخنه-قنطره).
- النتيجه هي زياده في معدل التبادل التجاري؛ و تنميه زراعيه و بناء عدد من المواني و المناطق السكنيه لأحتواء الزياده السكانيه.
- بدايه تشغيل قناة السويس الجديده.
و من ضمن مراسم الأحتفال كان في عروض بالطائرات الحربيه و سفن الشحانات؛ و بعض الأغنيات الوطنيه الحماسيه من غناء الحرس الجمهوري و كورال أطفال مع كارمن سليمان و أحمد جمال و محمد شاهين. و الحفل المسائي مع المشروع القومي المصري اللي كلنا بنفتخر بيه "عمر خيرت"؛ في عزف و كورال للغناء بأعظم الأغاني من "فيها حاجه حلوه" و "زي ما هي حبها" و "تعرف تتكلم عربي" و مقطوعات موسيقيه رائعه. و بعدها مشهد النصر من أوبرا عايده لفيردي الذي تم أفتتاح قناه السويس بها أيام الخديوي أسماعيل.
**و الجدير بالذكر أن قبل الأحتفال ب يوم شركه آي بي آم قامت بتدشين تطبيق على الأندرويد و الآيفون عن قناة السويس و المشروع الجديد و أخر الأخبار الخاصه بالمشروع و الأحتفال.**
"أحنا بنفرح بكيس شيبسي عليه ضحكه و كانز كولا عليه أسمك بس مش بنفرح بمشروع قومي كبير حتى لو هو تفريعه من قناة السويس؛ مش بنفرح بإنجاز المفروض يخلص في 3 سنين بس أحنا خلصناه في سنه واحده و مش بنفرح بمشروع و أحتفاليه العالم كله كان بيتفرج عليها و مندوبين عن دول كثيره كانوا حاضريين للأحتفال و أشخاص بتمثل جميع طوائف مصر كانوا حاضرين الأحتفال."
**رساله للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ أتمنى توصل له!!**
إلى: الرئيس عبد الفتاح السيسي
دي رسالتي لحضرتك؛ رساله مليانه بالسعادة و الفخر و الشعور بالوطنية. حضرتك وعدت و وفيت بوعدك؛ بعد سنة بالتمام و الكمال كنا كلنا بنفرح و نحتفل بمشروع أقل ما يقال عليه أنه مصري. أنا من الناس اللي متكلمتش عن الموضوع تماماً و قررت مش هقول أي رأي غير لما أشوف بعيني الأول؛ و بصراحه مجتش فرصه أروح غير لما شوفت الأحتفالات في التلفيزيون .. أنا أتفاجأت!! دي مش تفريعه ولا توسيع للقناة القديمة؛ لأن حسب ما شوفت في الأحتفال القناة الجديدة هي نفس وسع القناة القديمة تقريباً. و بصراحه مشهد السفينتين رايح و جي دا مشهد أسطوري؛ و وجود عمر خيرت كان لفتة جميلة جداً. كلمة الفريق مميش و كلمة حضرتك كانت رائعة و حماسية؛ الفيلم الوثائقي للقناة الجديدة كان فخر أننا نشوف تفجير الساتر الترابي و حفر القناة و تشغييل القناة. أول مره من سنين عيني تدمع بسبب الفرح و الفخر بإنجاز بلدي و تحقيق مشروع الأغلبية العظمى كانت بتشكك في تحقيقه.
شكراً يا ريس على لحظه السعاده و الفخر؛ شكراً على الفرحه اللي عيشناها. أنا كواحده من مواليد 1994 معشتش ولا لحظه من بتوع كتاب التاريخ ولا اللي بيحكوها جدودي و أبائي ولا اللي بشوفها في الأفلام و المسلسلات التاريخيه؛ مشوفتش نصر أكتوبر ولا عيشت في أي أنجاز مصري حقيقي. دا حتى في الثوره 25 يناير أهلي كانوا خايفين عليا أنزل و أشارك؛ من الأخر أول حدث تاريخي أحضروا كان أفتتاح قناة السويس الجديدة حتى لو على التلفيزيون و بس!! شكراً يا ريس و نفسي دا ميكونش الأنجاز الوحيد اللي هحضروا؛ عايزه أشوف مصر زي زمان يعني عايزه أكون في أمان و أشوف أنجازات و أحتفالات كثيره .. من الأخر عايزه أحس بالوطنيه و الأنتماء لبلدي "مصر" و الأمل و التفاؤل.
شهد راشد
**أنا ممكن أتقبل أي رأي و رد فعل على المقال دا؛ بس أهم حاجه يكون في سياق الأدب و الأحترام. معنديش أي مشكله مع أي رأي و من الطبيعي جداً أن الأراء تختلف ما بين المؤيد و المعارض لأي قرار و لأي مشروع و أي شخص و أي موقف. و هذا المقال ما هو إلا توثيق و أحتفال بأول مشروع مصري قومي أحضره في حياتي (ال21 سنه اللي عايشاهم على وش الأرض).
Comments
Post a Comment