أنا مش حلة محشي

**أماني التونسي واحده أتعرفت عليها عن طريق الTalk بتاعتها فيTEDx؛ كانت بتتكلم عن قصه نجاحها في شغلها و بتحكي أزاي هي مش حلة محشي!! ف أنا شوفت أن المفروض فكره "أنا مش حلة محشي" تكون موجوده عند كل بنت و كل ست في العالم. ف قررت مقالي دا يكون عن الفكره دي؛ مقالي عن "أنا مش حلة محشي". و كل الحقوق الفكريه للفكره و أسمها "أنا مش حلة محشي" ملك أماني التونسي.**



لو سألت أي شخص (مش مؤمن ب فكره تعليم المرآه و شغل المرآه و نجاحها؛ من الأخر شايف أن المرآه مواطن درجه تانيه أو ثالثه) هيقولك "نجاح الست في أنها تكون بتعرف تطبخ و تعمل شغل البيت!!" ف قمه النجاح للست أنها تعمل حلة محشي (تقور الخضار و تحشي و تسوي و تسبك)؛ أصل المحشي بيظهر الفرق بين الست الناجحه من الست الفاشله. مع كامل أحترامي للست اللي أختارت بيتها و مش بتحب تشتغل و بتحب تطبخ و تعمل محشي (دا قرارك)؛ كلامي عن الناس اللي شايفه نجاح الست في المطبخ و بس و أي نجاح تاني مش مقنع (كلامي للي ناوي يجبر الست تقعد في البيت أو في المطبخ)!!
بعد ما أماني غلطت غلطه شنعاء و سألت على الفيسبوك "أيه معايير الست الناجحه من وجهه نظرك؟"؛ أكتشفت من ضمن الإجابات الكويسه (بتتكلم عن الشغل و الدراسه و البيت الهادي و الزواج السعيد و الأولاد لما يكبروا و ينجحوا) راجل بيقول "المعيار الوحيد هو أنها تكون بتعرف تطبخ حلة محشي". أماني شافت شريط حياتها بيجري قدام عينها؛ سنين الكليه و سنين الشغل و تكريمات و جوائز على شغلها. و فاجأه أفتكرت (خير اللهم أجعله خير) أنها مش بتعرف تعمل حلة محشي؛ لو دا المقياس ف هي كدا مش ناجحه!! للي ميعرفش أماني ف هي صاحبه أول راديو أونلاين للبنات بس و صاحبه دار نشر كتب للشباب و تم تكريمها في أكتر من مكان و أغلب (إن مكنش كل) التكريمات دي كانت برا مصر.

"لامؤخذه هو مين دلوقتي بيعرف يعمل محشي في البيت! هاتولي بنت من جيلي مواليد التسعينات بيطبخ محشي حلو و مظبوط"

لما سمعت الجمله دي أنا كمان شوفت سنين الجامعه بتجري قدام عيني، و شوفت المعافره في تعليم التدوين لوحدي أونلاين، و شوفت تعب كتير في أيام كتير بين المذاكره للأمتحانات و أني أخلص أول كتاب ليا قبل الموعد النهائي اللي دار النشر مقرراه، و شوفت السنين اللي جيا في المستقبل و أنا بشتغل و بتعب! بس في الأخر أنا برضو مبعرفش أعمل حلة محشي؛ أصل أنا أصلاً لو قررت أتعلم أعمله ف أمي مبتعرفش تطبخ محشي برضو!! طب لو أتعلمت باميه ولا تورلي ولا مكرونه بشاميل مش هتعتبرني ناجحه؛ طب أطبخ صنيه بطاطس ولا برام رز معمر بالزبده مش هيكونوا شافعيين أني ناجحه برضو!!!
يعني مهما أتعلمت من وصفات الطبيخ مش هكون ناجحه غير لو طبخت حلة المحشي!! طب أنا مش عايزه أنجح بالطريقه دي خالص على فكره (و في بنات كتيره زيي)!! أنا كفايا عليا نجاحي اللي (الراجل دا على الأقل) شايفه فشل. مع كامل أحترامي "أنا مش حلة محشي". أنا مش هينفع أنسى سنين الدراسه دي كلها و تعبي أني أطلع بتقدير يتنسي عشان أقعد في المطبغ أحشي المحشي!!

مع كامل أحترامي أنا موافقه أتجوز و أخلف و أغير حياتي و أشتغل من البيت لحد ما الأولاد ينزلوا المدرسه؛ موافقه كمان أتعلم أطبخ و أقعد في المطبخ مع حراره الفرن في عز الحر و أغسل المواعين في عز الساقعه؛ كمان موافقه أني أصحى بدري عشان ألحق أرتب البيت قبل الشغل أو أوصل الأولاد للمدرسه أو الحضانه. مش هعترض لو روحت أدفع فواتير التليفون و الأنترنت و المياه و الكهربا و الغاز؛ مش هعترض لو لمبه أتحرقت أطلع أغيرها و لو و لو و لو. 
بس معترضه جداً أن نجاحي يختصر في حلة محشي مره تصيب و مره تخيب؛ مره تتحرق و مره تطلع كويسه و مره الرز ينشف!! 

"أنا مش حلة محشي؛ حتى لو المحشي بتاعي تأكل صوابعك وراه"

أنا نجاحي مش هيتوقف على طبخه؛ سنين جامعه و شغل و تعب مش هتختصر في طبخه. مهما حبيت المطبخ و مهما أتعلمت وصفات و مهما حبيت جوزي و مهما حبيت البيت و مهما حبيت الولاد و مهما كنت بيتوتيه و مهما أشتغلت من البيت عشان أحافظ على أولادي؛ بس مش هختصر حياتي في حلة محشي يا صابت يا أتنين عور. 
أنا طلعت و أتربيت أن: البيت (طبيخ و غسيل و جواز و أولاد) و الشغل (دراسه و شغل و نجاح و تحقيق ذات) خطين متوازيين و ممكن أمشي فيهم سوا؛ يعني مفيش مشكله أني أطبخ حلو و أشتغل كويس. أيه اللي يمنع أني أعمل حلة محشي حلوه و أشتغل شغلانه بحبها بسنين دراستي.

"لو طبخت حلة المحشي هيكون السبب أني بحب أاكل المحشي مش عشان مجموعه من البشر يقولوا ناجحه ولا لاء"

**المقال دا مش للراجل دا و بس؛ المقال دا لجزء من البشر اللي بيشاركونا في هذا الكوكب اللي تفكيرهم لسا من أيام الست اللي ب ملايه لف و يشمك و الراجل بالطربوش!! عايزه أقول لكل واحد و واحده دا تفكيرهم أن في هدى شعراوي هدفها تعليم المرآه؛ و في دريه شفيق بتنادي بحق المرآه في التصويت. و على رأي أحمد عز في فيلم الرهينه "أحنا أتغيرنا أوي يا لينا".



Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه