كتب يافطه للأحزان و قال أنا الفرحان .. الأسطى حمدي

**كنت قعده بذاكر و ماما دخلت عليا تحكيلي على حمدي و هي عنيها مدمعه؛ تحمست جداً و لما خلصت مذاكره أتفرجت على حمدي و النتيجه كانت المقال دا. و النتيجه كمان كان قرار بيني و بين نفسي أني أكون راضيه و مبسوطه و أجري ورا حلمي و أحقق ذاتي؛ و أن المره اللي جايا اللي هروح فيها الحسين هشوف فين الورشه اللي شغال فيها حمدي و هروح له. هقول لحمدي أنه علمني درس مهم جداً في الحياه؛ هقوله أنه بطل حياتي المغمور أبتدءً من يوم 6 مايو 2015. هقول ل حمدي أني كتبت عنه و هتصور معاه و هتكون الصوره دي أغلى صوره في حياتي لأن حمدي حاجه مهمه أوي في حياتي. حمدي أبو 10 سنين علمني أنا اللي عندي 21 سنه درس مش هنساه أبداً.

بطل المقال أنهرده هو "حمدي"؛ ولد عنده 10 سنين قرر أنه يسيب المدرسه عشان المدرسين بيضربوه و قرر ينزل ورشه ميكانيكي جنب البيت "ورشه الأسطى عمرو" عشان يتعلم صنعه و ميقعدش في البيت عاطل ولا ينزل يقعد على القهوه. نزل حمدي في الورشه؛ و أشتغل صبي في الورشه عشان يتعلم صنعه و لما يكبر يفتح الورشه بتاعته لأن دا حلمه.

 حمدي بيبدأ يومه بأنه بيصحى و يغسل وشه و يلبس لبس الشغل (مليان شحم)؛ و بعدين ينزل الشغل من الساعه 12 الضهر و لحد الساعه 11 بليل بينزل على الكارتونه تحت العربيات و وسط الشحم و البنزين؛ بعدين يرجع البيت و يتشطف و يتعشى و ينام. حمدي بياخد 40 جنيه في الأسبوع يعني 160 جنيه في الشهر؛ و مشترك في جمعيه عشان يعرف في العيدين يشتري لبس جديد لنفسه و يساعد أمه ب 200 جنيه. و كمان بالبقشيش بيساعد أمه و أبوه و أخواته في البيت و لو نفسه في حاجه بيجيبها. 
في يوم من الأيام حمدي كان في الورشه ك العاده؛ و محمد الحصري مصوراتي قرر ينزل يصور في الحسين؛ و الورشه اللي شغال فيها حمدي عند جامع السلطان حسن في الحسين بردو. و هو ماشي شاف حمدي بعد ما خلص فطاره و قاعد بيشرب الشاي قدام الورشه؛ ف صوره كام صوره كدا في الورشه. و كان منهم الصوره الشهيره؛ صوره حمدي و هو بيشرب الشاي. و دي ماكنتش نهايه القصه! حمدي أتشهر أوي و أتعرف في المنطقه و شافوا الصور بتاعته والحصري رجع ل حمدي و طبع له الصور. حمدي تحول ل رمز السعاده و الرضا بسبب الصوره دي. حمدي تحول ل بطل بكل معنى الكلمه "Superman" المصري .. "Superman" الواقعي.


حمدي سنه بيقول أنه طفل؛ بس تفكيره و حياته ب تقول أنه راجل و بطل. حمدي ماقعدش على القهوه و لا أنحرف و شرب سجاير ولا مخدرات؛ بالعكس حمدي عارف أن المخدرات هتخليه مش فايق و هو عايز يعيش فايق و مصحصح للحياه. حمدي على طول مبتسم الأبتسامه دي؛ بسمه رضا و سعاده و أمل و تحقيق ذات (حتى لو هو مش فاهم الكلام دا بس هو حاسس بيه و عايشه).
حمدي بالنسبه لنا كلنا مش عايش أحسن عيشه بس بالنسبه ل نفسه هو عايش أحلى عيشه و مش عايز حاجه تانيه من الدنيا و راضي ب حياته و مش عايز حياه تانيه. حمدي راضي و مبسوط مع أن في مننا كتير في أحسن مدارس و جامعات و عربيات أخر موديل و لبس أخر موده بس مش مبسوطين ولا مرتاحين نص الراحه دي. مانكرش أني شخصياً أوقات كتير بيجيلي حزن و أكتئاب منغير سبب و أحس أني ناقصني حاجات و أني مش مستمتعه بحياتي؛ حمدي رباني و علمني أني حماره كبيره أوي و أي حد بيزعل و بيحس أنه مش مبسوط و ناقصه حاجات حمار برضو. لأن الرضا دا هو سر السعاده و الرضا بأيدك توصلوه و محدش هيساعدك توصلوه



حمدي مش بطل عشان أتصور صوره حلوه؛ ولا عشان طلع في التليفزيون ولا أي حاجه من الحاجات دي. بس حمدي بطل عشان راجل بجد مقعدش على القهوه ولا شحت على الأرصفه؛ حمدي نزل و تعب و أتعلم و حلم و ربنا هيقدره يحقق حلمه عن قريب أن شاء الله (حلمه أنه يفتح الورشه بتاعته). حمدي مش متعلم أه، بس كان صريح مع نفسه جداً و قرر أنه بدل ما هو بيعمل حاجه مش بتفيده و مش بيحبها و بدل ما ينط من السور و يهرب من المدرسه كل يوم و الله أعلم كان مستقبله هيكون أيه؛ قرر يسيب المدرسه و يتعلم صنعه يفيد نفسه و بيته و أهله و يبني مستقبله؛ و يكون راجل و يحقق ذاته.

أنا متأكده أن سر رضا و سعاده حمدي كله في أحساسه أنه بيعمل حاجه و له لازمه؛ حمدي محقق ذاته في المكان بتاعه و في الحاجه اللي بيعرف يعملها. زي ما المهندس و الدكتور و المدير و الموظف بيعملوا حاجه (لو مش قاعدين مناظر على المكاتب يعني) حمدي بيعمل حاجه و بيكسب و عايش مبسوط؛ طول الأسبوع شغل و الأحد بيرجع طفل و بيتفسح و بيلعب. حمدي علمني درس حياتي؛ درس محدش عرف يعلمهوني غيره؛ حمدي علمني قيمه تحقيق الذات و الأحساس بالمسؤليه. حمدي علمني أني لو رجع بيا الزمن هشتغل في أجازه المدرسه زي ما دلوقتي بشتغل مع الجامعه و في أجازه الجامعه. مش بس كدا دا علمني أني لما أخلف عيال هشغلهم عشان يطلعوا رجاله و يتحملوا المسئوليه من صغرهم. حمدي علمني أن السن مش دليل على أي حاجه؛ السن مش أكتر من رقم و الأهم الحياه. حمدي علمني أني مليش حق أزعل من حاجه ولا أزعل من حد؛ حمدي قالي ف وشي "يا حماره أفرحي و عيشي حياتك و خاليكي راضيه" مع أني لسا مشفتوش. 
"حمدي كتب يافطه للأحزان و قال "أنا الفرحان"."
"زي ما البيت للتربيه و المدرسه للتعليم .. الشغل للحياه؛ و الرضا سر السعاده و موجود في أيدك مش بعيد. حب حياتك زي ما هي كدا و عيشها للأخر ببسمه رضا."

Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه