الموتى الأولى و الموتى التانيه

في راجل جميل أوي أسمه "هاني محفوظ" عنده 47 سنه؛ و طلع في TEDx Cairo بس عشان يقول أن في موت أولاني بتاع النفس يخلص و القلب يقف و الدفنه و كدا و في موت تاني اللي هو بتاع أخر واحد على الكوكب دا يقول أسمك و يجيب سيرتك. و لو مش هتقدر ترفض الموته الأولى؛ تقدر جداً تقاوم الموتى التانيه. يعني لو لازم تموت و نفسك يقف عشان دي حاجه ملكش أي يد فيها لأنها حاجه بتاعت ربنا و بس؛ بس تقدر ترفض و تعترض أنك تموت الموتى التانيه ببساطه تعمل حاجه معملهاش حد غيرك بنفس الطريقه دي قبل كدا ف تعيش الناس بتكلم عنك.

أنا هتكلم معكم أنهرده على نفس الفكره؛ لأني مؤمنه جداً أني ممكن ماموتش؛ أرفض الموت على الأقل أرفض الموتى التانيه. و أنا صغيره كنت متأكده أني ممكن ماموتش عادي جداً؛ ممكن أقرر أعيش للأبد. و بعد شويه أكتشفت أن مينفعش لازم أموت عششن ربنا عايز كدا؛ ربنا عايزني أموت و عايز أن الدنيا دي يكون لها أخر. طب قررت أني أموت في يوم القيامه؛ عايزه أموت مع أخر شخص يموت بسيطه و أكون ماموتش و سايبه ناس عايشه عادي كدا. و بعدين أتعلمت أن ل يوم القيامه في علامات صغرى و كبرى و بتاخد سنين السنين؛ ف لازم أموت و هيكون في ناس لسا عايشه بردو.
طب أعمل أيه؟! قررت أني مش معترضه على الموت الأولاني؛ بس هرفض و أعترض جداً كمان على الموتى التانيه. هعمل أي حاجه أسيب بيها أثر على الناس حواليا من أصغر شخص لأكبر شخص؛ عشان لما أموت يفضلوا فاكرين أني عملت حاجه أو كتبت حاجه أو قولت حاجه تستحق التفكير و تستحق أنهم يفتكروني. أصلي مش موافقه أمشي من الدنيا دي زي ما جيت لها و معملش أي فرق. أنا أكيد ربنا خلقني لسبب و أكيد ربنا عايزني أختلف عن كل الخلق؛ يا أما مكنش ربنا خلقني و خلاص بقا. 

أنتم عارفين أن اللي بيموت بيعرف أنه هيموت؛ يعني زي مثلاً لما سألوا "محمد نوح" عايز أيه؛ الرد عايز أموت عشان كبرت و مش عارف أشوف ولا أسمع ولا أمشي ولا أكل-أستسلم للموت-. و "نجيب محفوظ" في أخر أيامه أتسأل السن عمل فيك أيه؛ و كان الرد أنه أتصالح على الموت-أستسلم للموت برضو-. بس الموت اللي بجد لما نبطل نقول أسامي الناس دي؛ لما نبطل نقول عمار الشريعي و عبد الحليم حافظ و أم كلثوم و بيكاسو و نجيب محفوظ و طه حسين و ليوناردو دا فينشي و ليلى مراد و عبد الوهاب و صلاح جاهين. طول ما أحنا بنقول الأسامي دي و غيرها ف الناس دي مامتتش.
مش لازم نكون فنانين عشان منموتش الموتى التانيه؛ يعني أنا جدتي ماتت الموتى الأولى بس طول ما أنا فاكرها و بفتكرها و بحكي عنها هتفضل عايشه. أنا في يوم هموت الموتى الأولى بس هفضل عايشه بكل اللي كتبته أو عملته أو قولته في الماضي أو دلوقتي أو في المستقبل؛ أنا قررت ماموتش الموتى التانيه.

Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه