قادرون بأختلاف .. اليوم العالمي


تخيل مثلاً في يوم و أنت و أصحابك بعد الجامعه سايقين على الطريق السريع و فاجأه لقيت مقطوره و السواق سايقها بسرعه جنونيه و خبطت العربيه اللي أنت فيها. النتيجه كانت أن شويه من أصحابك ماتوا و شويه من أصحابك أتصابوا. و الأصابات كان فيها ما تسبب في شلل أو كفيف أو صم أو بكم !! -حادثه مأسويه معلش بس كل اللي فيها دا ممكن يحصل و مش خيال و حصل فعلاً بس كل حاجه من دول كانت حادثه لوحدها أو مرض من يوم الولاده!!-
مش كل ذوي الأحتاجات الخاصه أتولدوا كدا. في أمراض بتظهر بعد الولاده بسنين و في حوادث طرق ربنا يكفينا الشر.

في أوروبا و الدول المتقدمه أستخدام الكرسي المتحرك بيكون بدل الرجلين. يعني ناس ماشيه برجليها و ناس ماشيه بالكرسي مافيش أي مشاكل ولا أي أختلافات. الكفيف زيه زي اللي بيشوف بس بيستخدم عصايا و بيقرأ ب برايل. و الأصم أو الأبكم بيتعلم لغه الأشاره اللي في ناس كتيره جداً بيستخدموها غير الصم و البكم. و كل الأماكن العامه و الخاصه مجهزه لاستقبال القادرون بأختلاف زي ما هي مجهزه لاستقبال السالمين؛ في رامب و في أبواب و حمامات و طرقات واسعه و في أماكن خاصه لعربيات القادرون باختلاف. من الأخر في حياه أدميه بتساعد كل القادرون باختلاف أنهم يعيشوا حياه عاديه و طبيعيه بعيداً عن حياه "بركة البيت". و دا متوافر في أماكن السكن و في المدارس و في الجامعات و في أماكن الشغل كمان.
في مصر و الدول الشبيهه اللي للأسف ميعرفوش أصلاً عدد القادرون بأختلاف كام و وسائل الحياه مش مناسبه لإنسان السليم و مأساه و كارثه للقادر بأختلاف. و بدل ما نسهل العيشه بنصعبها جداً علينا و على القادرون بأختلاف. و النتيجه بتقل فرص التعليم و العمل و النجاح و تحقيق الأحلام و لو في نماذج ناجحه ف العدد قليل و السبب الرئيسي إن مافيش طريقه أدميه يقدروا يعيشوا بيها و بدل الأسنسير و الرامب و الرصيف الحل هو الناس الجدعان اللي ممكن يشيلوك بالكرسي. و مفيش مفيش أي تجهيزات ولا وعي مجتمعي ولا ثقافه. و كمان صعب جداً تلاقي مشاريع سكنيه و أماكن الشغل و المدارس و الجامعات مجهزه لاستقبال القادرون بأختلاف !!!

بناءً على دراسات الأمم المتحده عدد القادرون بأختلاف في مصر 7,000,000 شخص-أه أنت قريت صح سبعه مليون !! مع أن حسب التعبئه و الأحصاء العدد هو بس 480,000.

على الناحيه التانيه في أماكن معدوده على الأيد مجهزه لاستقبال القادرون بأختلاف. مثلا عندنا في الجامعه الألمانيه بالقاهره من أوائل الجامعات المحهزه للقادرون بأختلاف في مصر. و أعرف شخصياُ واحد من القادرون بأختلاف خاريج هندسه جمعتنا و صاحب مشروع Fool Tank و دلوقتي بيعمل الماجيستر من برلين. و في غيره كتير في خلال ال 12 سنه بتوع الجامعه درسوا و أتخرجوا و أشتغلوا في الجامعه. و لو قررت تتأكد من الaccessibility بتاعت الجامعه قرر متستخدمش سلالم خالص و أمشي من أول الB و لحد الD و هتلاقي رامبات بدل كل السلالم و أسنسيرات شغاله في كل المباني. و زي ما في أماكن قليله مجهزه مش كل القادرون بأختلاف يقدروا يوصلوا لها.

لو القادر بأختلاف قرر أنه عايز يتقبل الوضع الجديد و عايز يرجع لحياته الطبيعيه و يعافر عشان حلمه مش هيلاقي مراكز تأهيل حقيقيه .. كل مراكز التأهيل مقتصره على العلاج الطبيعي اللي ممكن ميفدش بعض الحالات و تكون النتيجه أن ناس تقعد بالسنين بتتعالج في مراكز العلاج الطبيعي على أمل أنها هتمشي تاني !! بدل ما يكون في علاج وظائيفي و يتعلم أزاي يبدأ يعمل كل حاجه لوحده و يعيش معتمد أعتماد كامل على نفسه .. ف يقدر بسهوله يكمل تعليمه و يشتغل و ينجح و يلعب رياضه و يسوق و يتجوز و يخلف زي نماذج كتيره أوي نجحت لما توفر لها العلاج الوظائيفي الحقيقي !!!

يوم 3 ديسمبر هو اليوم العالمي للقادرون بأختلاف. و أتمني اليوم دا السنه دي يكون بسمه أمل و يتفتح باب أمل جديد لكل قادر بأختلاف أنه يعيش حياه طبيعيه لأنه يقدر يعيش بطبيعيه و يعمل كل حاجه في الكون و يكون بسمه أمل و نغير فكره "بركه البيت" و نبطل نقول لأي حد مختلف جسدياً أنه مش هيقدر و مش هيعرف لأنه ببساطه يقدر على كل حاجه و يعرف يعمل أي حاجه !!!

بسمه الأمل اللي بجد في تجربتي مع كتابه قصص النجاح للقادرون بأختلاف-مستخدمي الكراسي المتحركه في مؤسسه الحسن لتأهيل مصابي العمود الفقري- أقدر أقول أني أعرف ناس بتستخدم الكارسي المتحركه و متعايشين عادي جداً و موجودين وسطنا في كل مكان في الجامعه و في النادي و في كل مكان .. عايشين لوحدهم أو بيشتغلوا في مناصب أو متزوجين و عندهم أطفال أو أبطال في ألعاب رياضيه زي السباحه و كره السله و التنس !! بالنسبه لي فكرتين أتكسروا بعد كلامي معاهم و هما "بركه البيت" و "يا حرام أنت مش قادر و مش عارف" و بصراحه بردو أتعلمت كتير أوي و من أهم الحاجات اللي أتعلمتها أن "ربنا كبير أوي و مش بيقفل باب غير لما يتفتح غيره" و أن "لازم أحارب و أعافر عشان أحلامي تتحقق مهما كانت الظروف" و أن "الفرق بيني و بين أي شخص مختلف جسدياً هو أني أقدر و هو يقدر على نفس الحاجات بس بأختلاف".

يلا أبدأ بنفسك و غير فكرك أنت و اللي حواليك عشان ببساطه لو بصيت حواليك هتلاقي القادرون بأختلاف من أول الشارع اللي أنت ساكن فيه و لحد المدرسه و الجامعه و النادي بس لو توفرت لهم الفرصه أنهم يعيشوا و يعرفوا أنهم يقدروا !!!

Comments

  1. يقدم لكم الأن أفضل دار رعاية المسنين بالقاهرة خدماته المميزة في رعاية كبار السن و هذا بواسطة أفضل جليسة مسنين بالقاهرة تتمتع بخبرة عالية في التعامل مع كبار السن و تلبية احتيجاتهم و توفير مستوى رفاهية صحي لهم
    كما يسرنا أن نقدم لكم رعاية المسنين بالمنزل مصر و هذا سعيا منا لتوفير الرعاية لهم أينما كانوا و لتوفير الراحة لكم كي تتمنكوا من انجاز أعمالكم دون القلق عليهم

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه