الفصل الاول من فصول مارينا كان يا مكان .. Chapter 1




تعريف بالكاتب: A Typical Introvert



أنا أسمى عمرو، طبيب أسنان من القاهرة. أتولدت ف1986، يعنى بعد شهور قليلة هكمل 27 سنة.

بابا وأخويا وأختى الثلاثة أطباء، بيقولوا أن شخصيتى النفسية introvert .. أنطوائى، مع أنى شايف أنى منفتح على العالم جداً، بجد مش عارف ليه بيقولوا كدة 

لما كنت طفل كنت هادى جداً، فوق ما ممكن أى حد يتصور. ماما بتقولى أنى من هدوئى وأنا طفل كنت بتوه منهم جوه البيوت. كانوا يبقوا قاعدين فى بيتنا او اى بيت حد عازمنا وفجأة ميلاقونيش موجود. كانوا بيدوروا عليا كتير جداً عشان يلاقونى، البيت كله يدور عليا، وعادة كانوا بيلاقونى قاعد فى corner مش باين خالص بلعب بلعبة. تخيل أنك طفل قاعد فى أمان الله بتلعب بلعبة وفجأة تلاقى حد قام ضاربك على إيدك، تبص تلاقيها مامتك وبتعيط وتحضنك وناس غريبة بتتفرج عليك.. كنت بستغرب؛ إيه العالم دى؟ مفهمتش المواقف دى إلا لما كبرت وماما حكت لى. ماما بتقولى أنى كنت كل عزومة بأغير المكان اللى بقعد فيه عشان محدش يلاقينى، إلا أن رغم أنهم عارفين أنى عايز أقعد لواحدى لكن سبحان الله برضوا كانوا بيدوروا عليا، طب مانا لما أخلص لعب هجى، نو كومينت بجد..

واحدة من خالاتى بتقولى أن فى خروجات العيلة على بحر المعمورة كانت هيا ومامتى وأخواتها بيعملوا shifts مراقبة ليا، دى كانت الطريقة الوحيدة اللى يضمنوا بيها أنى أفضل عايش.. فى مصر. أصلى كنت دايماً ببقى عايز أعدى "ورا" البحر، هما طمنونى وقالولى أنى مستحيل أغرق طول مانا لابس "العوامات"، فليه عايزينى أفضل أعوم فمكانى؟! مبقتش فاهم الناس دى بتفكر إزاى..

لما كبرت أكتر موضوع الأنطوائية ده بدأ يتطور؛ بقيت لما أخرج مع أهلى فى مكان عام أكون مبسوط قوى، وفجأة .. ميلاقونيش. طبعاً ماما تترعب وتقعد تدور عليا لكن انا من موقعى بكون مبسوط جداً؛ بتفرج على زرافة او بحاول أئكل الأسد او بجرب أطلع عكس أتجاه السلالم الكهربائية بتاعت الmall، او بتفرج على تحف فى gallery، او واقف بتأمل فى طفلة حلوة عجبانى..

وكنت من طفولتى عندى ولع بالقراءة والchildren's concise encyclopedia كانت لا تفارقنى. كنت لما بفتح الencyclopedia كأنى دخلت wonderland، أقعد أقرأ أقرأ لحد ما يحصل حدث كونى يخرجنى برة تانى..

وكان عندى ولع بالهندسة. كنت كل مايجيلى لعبة جديدة ألعب بيها شوية وبعدين أفكها، وبابا طبعاً بيزعل منى. لكن بابا مع الوقت تفهم تطلعاتى الأستكشافية دى فبقى أى لعبة يشتريهالى يجيبلى منها أتنين؛ واحدة ألعب بيها والتانية أفكها. طبعاً هو أتصدم لما لقانى بفك الأتنين؛ كان فاكر أنى بفكها بس عشان أعرف بتشتغل أزاى، لكن دا مكنش هدفى، أنا كنت بفكها عشان أطورها. بما أن خيالى واسع فكان طبيعى جداً أن مهما كانت اللعبة اللى بابا جايبهالى حديثة بشوفها فى نظرى عقيمة. مفيش ولا لعبة بابا أشتراهالى حسيت أنها على قدر الamusement اللى بتطلع ليه، عشان كدة كان مصيرهم دايماً أنى بفكهم عشان أطورهم. بس للأسف، كنت دايماً بكتشف أن اللعبة معمولة بتكنولوجي قديمة معادش ينفع تطور، فبرميها.

وبما أن بابا طبيب فكان بيحاول بأستمرار يوظف رغباتى الأستكشافية التجريبية دى بشكل صحيح؛ مش بس عشان عايزنى أطور نفسى، وإنما عشان كان عارف أنى لما أكبر رغباتى الأستكشافية دى هتتعدى مرحلة اللعب..

عشان كدة أشترالى أول PC فى حياتى وأنا لسة فى KG. طبعاً الcomputer ساعتها كان حاجة خارقة بالنسبة لأى إنسان مهما كان سنه او مستواه التعليمى، بس بالنسبالى كان أول لعبة ألاقيها متقاربة مع تطلعاتى.

كبرت وأتخرجت من الKG ودخلت المدرسة الإنجليزية بالقاهرة English School in Cairo اللى كان بناها الإنجليز سنة 1916. هما كانوا بنوها عشان ولاد الجالية الإنجليزية يتعلموا فيها وبعد ثورة 56 أتسلمت للحكومة المصرية ظاهرياً لكن فضلت تحت هيمنة الأنجليز كمنارة للتعليم الراقى، وكمان لنشر التغريب الفكرى..

إدارة المدرسة كانوا فيهم طباع الأنجليز وطبّعونا عليها. ألتزام صارم بالمواعيد والuniform. كان لبسنا formal شبه اوى لبس الطلبة بتاعت Hogwarts فى Harry Potter، الuniform كان white buttoned shirt و dark blue tie with red and yellow stripes و grey knitted v-neck jumper و grey trousers و dark blue blazer و grey socks و plain black leather shoes. الشعر كان لازم يكون متسرح كويس جداً والshoes لازم يكونوا بيلمعوا وإلا متدخلش من باب المدرسة.

الإنضباط والoutfit دا أثر فى شخصيتى اوى وخلانى من صغرى طفل كلاسيكى، ومن ساعة ما دخلت المدرسة فضلت الكلاسيكية تزيد فيا يوم ورا يوم، لحد ما وصلت سن المراهقة.

المهم فى أول سنة أبتدائى علمونا كلمة "travelling"؛ من ساعتها وأنطوائيتى أخدت بعُد تانى. بقيت فى كل كراريسى وكتبى أرسم حاجة بتطير؛ فراشة، عصفورة، طيارة.. صاروخ.. the magic carpet.. تطورت فكرة الهروب من أسرتى إلى الهروب من العالم كله.

ولما فى تالتة أبتدائى طلعت، كالعادة، الأول على المدرس بابا جابلى هدية نجاحى PC تانى متطور أكتر بكتير. ساعتها كانت microsoft ربنا فتح عليها وعملت الwindows 3.11. أنا فاكر اليوم دا بابا ندهنى وقالى أقعد، وكلمنى كأنه vito corleone وأنا michael فى فيلم godfather وقال لى أن الكومبيوتير هو المستقبل وهو اللى هيخلينى متميز وأنه عايزنى أتعلمه كويس جداً. النصيحة دى عمرى ما نسيتها، بقيت من يومها بتابع كل جديد فى عالم التكنولوجي. الكومبيوتير كان بالنسبالى شيء مختلف تماماً عن الgameboy والأتارى الأسود والأبيض وnitendo، حبيته جداً وخصصت ليه حيز ثابت فى حياتى.

لما windows 95 نزل كان نقلة خرافية بالنسبة لwindows 3.11، ساعتها بابا أتفق معايا أنا وأخواتى أن كل ما واحد فينا يكتشف حاجة جديدة فى الويندوز 95 هيديله مكافئة. طبعاً أنا بحب فكرة المنافسة جداً حتى لو هاخد المكافئة أرميها فبدأت فوراً أستكشف الويندوز الجديد. أكتشفت فيه حاجات كتير جداً بس كنت كل فترة بخرب الsystem وبابا كان بياخد الجهاز يصلحه ويجيبهولى تانى أطلع فيه رغباتى الأستكشافية. الموضوع دا على قد ما فادنى إلا أنى أكتشفت متأخر أن مبدأ الtrial and error و فكرة الundo مش مناسبة لأنى أعيش بيها فى حياتى خارج الcomputer world.

وفى أول يوم فى سنة رابعة أبتدائى ماما ندهتنى وقعدتنى عالكنبة وقعدت جنبى وكلمتنى كأن أنا الrobot الطفل david وهيا مامتى monica فى فيلم Artificial Intelligence وواجهتنى وقالت لى: عمرو، السنة اللى فاتت كانت شهادة، السنادى أنت كبرت ودخلت مرحلة جديدة، من النهاردة هتذاكر لواحدك زى أخواتك... أتصدمت، كانت فاجعة بالنسبالى، عيطت :)، بعدها تفهمت الموضوع وفهمت ضمنياً أنها مش فاهمة المناهج ومكسوفة تقول وكدة. قلت مش مشكلة أنا هتصرف، وبالمرة لو لقيت حاجات غلط فى المناهج أصلحها.

فى يوم من أيام أبتدائى الmiss علمتنا إزاى نعمل مركب ورقى. بعد ما عملت المركب حسيت لأول مرة فى حياتى أنى ممكن أحول حلمى لحقيقة. ولأنى واقعى جداً، بس بطريقة مختلفة، بطلت أرسم حاجات بتطير وبدأت أعمل مراكب ورقية. من ساعتها ولحد سنة 2009 مكنش بيعدى عليا أسبوع إلا وأكون عامل مركب ورقى. طبعاً العادى أنى كنت بعمل مركب واحد يومياً بس كنت لما أكون مبسوط معملش مراكب، ولما أكون متضايق بعمل أكتر من مركب، وكل ما أكون متضايق أكتر أعمل مراكب أكتر.

انا فاكر كويس اوى أنى مرة فكيت لعبة من لعبى وأخدت منها motor صغير وربكته على مركب ورقى ووصلته ببطارية 9V فبدأ يلف وحطيت البطارية جوه المركب ورحت الحمام، سديت الحوض ومليته مية وجربت أختراعى اللى ههرب بيه، بس للأسف.. المركب غرق. أستغربت جداً؛ إزاى أختراعى فشل؟ أكيد حساباتى فيها غلطة. المهم ماما شافتنى وقعدت تضحك، بس بعدها قعدت تسألنى: أنت ليه عملت كدة؟ كانت عارفة كويس أنى من زمان عايز أسيبهم وأهرب..

لكن مش الرغبة فى الهروب بس هيا اللى خلتنى أخترع المركب أبو موتور، أنا أصلاً بحب الأختراعات جداً، وعلطول نفسى أخترع حاجة. مرة وأنا طفل أخترعت لمبة وكنت بجربها فى الفيشة فطلعت شرارة كتير وصوت فرقعة وكل شئ حوليا بقى سواد. فى الأول مفهمتش ايه اللى حصل بس كنت متأكد أن الأختراع فشل. بعد 5 ثوانى أفتركت أنى خلاص مت. فضلت ميت 5 ثوانى بفكر: أخيراً هعرف إيه اللى بيحصل بعد الموت. لكنى فوجئت أن بابا وماما صحيوا من النوم على صوت الفرقعة وبيندهوا على "عممممرو"، رغم أنى أهدى واحد في أخواتى مش عارف ليه لما كانت بتحصل مصيبة كنت بكون موضع الشبهات.

فى سنة خامسة أبتدائى أتعرفت على أختراع الinternet. طبعاً مكنش سهل عليا أنى أتقبل فكرة أنى أكتب حاجة عالكيبورد توصل لواحد فى دولة تانية، بس بعد ما قرأت عن كيفية عمل الأنترنت فى الchildren's concise encyclopedia، قدرت أستخدمه وأنا مطمأن أنى مش محتاج أطوره.

وبسبب محاولاتى الفاشلة المتكررة لأنى أسافر على رجلى او برسوماتى او بألعابى الورقية ملقتش وسيلة أهرب بيها من "عالمى" إلا الinternet explorer وعلى قد ما كنت شايفه عقيم زى أغلب الحاجات اللى microsoft بتعملها، وعلى قد ما كنت شايفه unrealistic لشخصيتى التجريبية إلا أنه كان الشباك الوحيد اللى لقيته مفتوحلى أبص منه على العالم.

كبرت وعديت خامسة أبتدائى وكالعادة طلعت الأول، وأخيراً بطلت ألبس الcravat الزرقاء بتاعت أطفال أبتدائى وبقيت ألبس الcravat الحمراء بتاعت طلبة الإعدادى، وبالتحول الكبير دا، بدأت سن المراهقة..

فى الفترة اللى قبل مرحلة المراهقة، قبل 1999، بابا كان مربينى على الثقافة الشرقية من المبادئ العربية والإسلامية والتقاليد المصرية والأفلام الأبيض وأسود وأغانى عبد الحليم وفيروز ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية.. ألخ..

أما بعد ما بقيت teenager بداية من 1999 أخدت منحنى جرئ جداً. مع تعمقى فى الinternet وبداية تصييفى مارينا فى صيف 1999 بدأت أتحرر بالتدريج من "القيود الشرقية" اللى بابا كان حاطتها عليا وحصلى westernization سريع وعميق جداً..

سنة ورا سنة لقيت نفسى دخلت جامد اوى فى الenglish literatur والamerican music and movie industry فبقيت وبقرأ روايات أمريكية وأنجليزية قديمة وجديدة وبتابع أخبار الcelebrities وبسمع كل genres الmusic اللى ممكن تتخيلوها لدرجة أنى كنت بسمع أغانى بالfrancais والitalian والespanol وبجيب الlyrics بتاعتها أترجمها وأفهمها وأحفظها وأغنيها وبعد ما كنت بحضر مع بابا وماما حفلات الأوبرا الشرقية بتاعت فرقة يحيى خليل ومحمد الحلو وعلى الحجار وأمال ماهر بقيت بحضر حفلات الأوبرا الغربية من مسرحيات shakespeare وحفلات الpiano وflamenco والviolen..

أصبحت معتز جداً بالثقافة الغربية وكاره للثقافة الشرقية وبقيت لما أكون مع أهلى فى العربية وبابا يشغل الراديو او أغانى عربى أحط الheadphones فودانى أسمع أى western music، ولو رايحين فيلم عربى فى الcinema أبقى مخنوق وأدخل أنام فى التكيف او أقعد ألعب فى الموبايل، ولما يجيى معاد مهرجان الثقافة العربية السنوى فى الأوبرا أروح معاهم بالعافية عشان مايضايقونيش لما أجى أخرج مع صحابى.. فضلت أبعد أكتر وأكتر عن الثقافة الشرقية، وبحلول 2002 بقيت مراهق متأمرك متمرد فى سنة أولى ثانوى..

طبعاً من أولى ثانوى لحد منتصف تانية ثانوى كانت حياتى كلها تمرد وجنون ومشاكل مع أهلى، بس فى رمضان تانية ثانوى فى نوفمبر 2003 أكتشفت "مشارى راشد"، كان حاجة جديدة اوى عليا. سمعته أول مرة فى عربية أخويا - اللى كان دايماً اعقل منى بشوية - وكنت لأول مرة فى حياتى، سورى بجد يا رب، أسمع قرآن بصوت يعجبنى وأفهمه، أو يعنى أفهم المجمل من الكلام. أخدت 3 شرايط لمشارى راشد من عربية أخويا وبدأت بيهم رحلتى مع الدين..

فضلت كذا شهر بعد رمضان ال3 شرايط دول شاغلين كل حياتى. بقيت أنام وأصحى وأذاكر وأكل وأشتغل على الكومبيوتير وأعمل push-ups وأنا بسمعهم.. أرتبط بيهم قوى وبقيت حافظهم وبردد معاهم..

بعد رمضان 2003 بشهور قليلة أخويا جابلى شريط لعمرو خالد، وبرضه كانت أول مرة، بجد بجد سورى يا رب، أسمع داعية معاصر بيتكلم فى الدين بطريقة تتفهم.. او بالأصح، بطريقة أفهمها.. لأنى أنا اللى كنت بعيد مش الشيوخ. المهم أنا عجبتنى طريقته اوى فبقيت كل شوية أجيبله درس من على النت، وبدأت أقرب لربنا، ببطئ شديد..

بس للأسف، بسبب التغيرات الفكرية العميقة اللى حصلت لى فى المرحلة الشرقية والمرحلة الغربية لقيت نفسى بقى total شخصيتى "mix" غريب اوى فوق الوصف، لدرجة أن اى حد كان بيقابلنى سواء متدين او منحرف بيستغرب ويتشتت وميبقاش فاهم ايه الدين اللى انا بعمله ده! دا اسلام ولا حاجة تانية؟! بس أنا كعادتى بحب أبقى لواحدى وبحب أعمل أختراعات، فلما دخلت فى الدين بقى ليا دين لواحدى، أخترعت دين جديد based على: اللى شايفه صح أعمله واللى شايفه غلط يبقى حرام..

شخصيتى بقت بجد cocktail.. يعنى مثلاً تلاقينى بسمع قرآن بصوت مشارى راشد فى العربية وبعد شوية أشغل scorpions او coldplay وشوية وأشغل أناشيد دينية عربى، وشوية أناشيد دينية أنجليزى وشوية أسمع فيروز ونجاة الصغيرة وبعدين أرجع أسمع حاجة pop او oldies او dance او metal.. برضه تلاقينى بخرج مع "البنات المحترمة بس" فى الكافيهات والrestaurants والramadan dish parties ونقضيها ضحك ودلع وتهريج وفى وسط الخروجة أقوم أصلى فى المسجد وأرجع أكمل أستهبال.. لما بنت تعزمنى على "عيد ميلادها"، مبرضاش أحرجها، لازم أروح وأجيب لها هدية، أصل النبى قال: تهادوا تحابوا، فأنا قلت: أزيط فى الزيطة، أما أنا فى يوم "عيد ملادى" الشباب والبنات يعملولى surprise party، إزاى أحرجهم والنبى قال: وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم.. وأسبوع تلاقينى أحضر كلمة شيخ المسجد بعد الصلاة، والأسبوع اللى بعده بحضر حفلة رقص غربى فى الأوبرا.. وفضلت كدة من 2003 لحد 2006، أقعد أقرب لربنا ببطئ طول الشتاء ولما الصيف يجيى ألاقى نفسى بروح la plage و nightclubs! بعد الصيف يجى رمضان، أسيب كل حاجة وأتوب.. وبعده بالتدريج أرجع للذنوب.. وبقيت بالنسبة لنفسى وكل اللى حوليا لغز عجيب ومبقتش أنا ولا هما فاهمين هل أنا مجنون ولا مريض نفسياً..؟! ولا جاهل ولا منافق؟!

لكنى رغم أنى فصلت دينى على مزاجى إلا أنى دايماً مكنتش مبسوط.. دايماً كنت بمثل أنى ببتسم وبضحك ومستريح لكنى من جوايا كنت مكتئب جداً وحزين وعارف أن فى حاجة غلط ومببطلش تفكير فى حلمى القديم أنى عايز أسافر بأسرع فرصة..

فى الأول كنت بصبر نفسى أنى بعد ما أخلص ثانوية عامة هسافر أدرس فى أمريكا، بس بعد ما خلصت ثانوية عامة فى 2004 بمجموع 99.5% أقنعونى أن كيلة طب أسنان هى أحسن كلية فى مصر، فدخلت وبقيت بأصبر نفسى بأنى بعد ما أخلص الكلية هبقى أسافر أكمل دراسة طب الأسنان فى Canada او Australia..

فى يناير 2006، وأنا فى تانى سنة فى كلية طب الأسنان، واحد من صحابى بتوع المدرسة مات فى حادثة عربية، أسأل الله أن يرحمه ويغفر له، بعدها جروب صحابى بتوع المدرسة كلهم بدؤوا يتجهوا للدين، وبما أنى كنت بالفعل عندى "نزعة" دينية بدأت لأول مرة أقرب لربنا أسرع من ما كنت ببعد. كل صحابى رجعوا لحياتهم القديمة بعد أسبوعين بس أنا كملت فى سكة الدين بنشاط أكبر من زمان، وكملت برضه فى سكتى القديمة، وبدأت حياة ال cocktail تقل ببطئ شديد لحد 2009 لما أخدت أكبر منحنى فى حياتى..التحول للسلفية..

خلصت الكلية وبدأت أرتب إذا هكمل دراسة طب الأسنان فى Australia ولا Canada ولكنى فوجئت أنى ممنوع من السفر لحد ما أخلص الخدمة العسكرية فملقتش حاجة أصبر نفسى بيها غير أنى قاعد فى مصر بأحمى الثورة.

دخلت الجيش فى 25/7/2011. تخيل لما تبقى بقالك ربع قرن بتحلم ليل نهار تسافر وفجأة تجى ناس تسرق ثورتك وتسجنك فى container مساحته 5 متر فى 10 متر لمدة 13 شهر، هيحصل فى كينونتك إيه؟ صحيح كان عندى فى "النقطة الطبية" تكييف وتلاجة وحمام private بس زى ما كانوا بيقولوا: الجيش جيش ولو على سريرك.

أول ما دخلت الجيش مدير الأمن قالى أن الموبايل ممنوع بس عشان أنت دكتور هنسيبك بموبايل من غير كاميرا. بس طبعاً بما أنى "أنطوائى" فمقدرتش أستحمل الأنعزال عن العالم الخارجى وفى أول اجازة نزلتها رجعت مهرب الsmartphone بتاعى معايا جوه الوحدة. مع الوقت دخلت الiPad والlaptop بجانب طبعاً فلاشة الUSB internet. أنا مجبتش الحاجات دى عشان أتواصل مع الناس برة الجيش، نهائى، وإنما عشان أكمل أستكشافاتى ومشاريعى على الأنترنت.

ولكن رغم وجود كل وسائل الأتصال الرقمية دى إلا أنى لأول مرة فى حياتى بقيت حاسس أنى محتاج حد يتكلم معايا بالصوت، ومع كدة كنت نادراً لما بأتصل بحد او ارد على مكالمات لأن فى ناس قليلة جداً هيا اللى بحب أتكلم معاها. طبعاً ماما كانت اكتر واحدة عارفة مدى خطورة الوضع دا عليا فكانت بتتصل بيا كل يوم. كانت عارفة كويس أن حبى الدفين ليها هيتفجر وانا فى "وحدتى" ولكنى كالعادة مش هقدر أقولها.

بعد ما أطلقوا سراحى من الجيش فى 2/9/2012 بابا فتح لى عيادة وجاب لى عربية وبنى villa عشان يربطنى بمصر وبقيت كل ما أفاتح بابا فى موضوع السفر يقول لى أنه هيفتحلى عيادة تانية او أعمل الmasters وبعدين نتكلم، وكل مرة بينتهى الحوار على: يا عمرو أنا جبت لك كل حاجة أنت محتاجها، عايز تسافر ليه؟ أنا سافرت وأتغربت سنين عشان أنت وأخوك متتغربوش. مع أن اللى يعرفنى يلاقى أن شخصيتى من أولها لأخرها متغرّبة؛ من أمريكا لألمانيا لفرنسا لإيطاليا لإسبانيا، دا أنا مشفتش حاجة فى حياتى أكتر من التغريب، ومضيعش عمرى غير التغريب..

من ساعة ما عرفت الinternet وأنا كل يوم بسافر بعقلى وقلبى وروحى للبلاد الغربية، والشرقية، والأستوائية وللجزر الكاريبية وسلاسل الجبال والبراكين والقارات القطبية.. لفيت العالم وبعدها زرت الكواكب والنجوم والمجرات. منكرش أن الأماكن دى عجبنى فيها حاجات كتير وأثرت في شخصيتى، بالإيجاب وبالسلب، ولكن كالعادة كانت دون تطلعاتى، محستش أنها مناسبة أنى أستقر فيها لأنها مش مثالية، وفضلت فى حاجة جوايا عمالة بتقولى سافر.. سافر .. سافر..

بعد سنين طويلة، أكتشفت أنى فعلاً لازم أبقى مسافر، أنى مضطر أكون مسافر، غصب عنى مسافر، طول مانا عايش مسافر، وبيتنا دا مش بيتى الحقيقي، ولا مصر، ولا الكرة الأرضية ولا المجموعة الشمسية، ولا حتى الmilky way. أنا بيتى الحقيقى أبعد بكتير من كل الأماكن دى كلها، ومش موجود على الأنترنت. بيتى هو المكان اللى كنت فيه أول ما ربنا خلقنى، ولأنى طول عمرى مش مرتاح وتعبت من السفر فهدفى اللى بقى شاغل كل تفكيرى هو انى أرجع لبيتى الأولانى.. الجنة



Somewhere over the rainbow, way up high,
There's a land that I heard of
Once in a lullaby.

Somewhere over the rainbow
Skies are blue,
And the dreams that you dare to dream
Really do come true.

Someday I'll wish upon a star
And wake up where the clouds are far behind me
Where troubles melt like lemon drops
Away above the chimney tops
That's where you'll find me.

____________________________________________________________________________________________________________


A typical introvert: Introduction to the writer

I'm Amr, dentist, from Cairo, Egypt. Born on 1986. My dad, mum and sister are doctors; they are telling me that my personality is introvert, but I see myself too open to the world. Seriously  I don't know why they say this about me.
Back then, when I was a child, I was too quiet; more than any other person can imagine. My mother tells me that I was always be missed in home, because of my quietness. Later, they find me sitting in a corner, quietly, playing with a game. Every time I change the place I sit in. They know that I want to sit alone playing, after that I'll come back. But every time they try hardly to find me and cut my loneliness. 
One of my aunties, told me once, that while we are sitting on the beach; they were taking shifts to monitor me, this was the only way to be sure that I'm still alive. Because always I believed that I wand to cross the sea and travel away. They said to him that as long as he wears his life jacket, he is safe; so what is the problem to swim away; I don't know why do I have to swim in my place instead of swimming as far as I want. I don't know how they think really.
While growing up, being introvert was always updated and renewed. Whenever I go out with my family, being so happy; and then suddenly I'm away, alone again. For sure my mum freak out, and begin searching where am I?? But from my place there I'm happy, watching a giraffe, feeding a lion, exploring some galleries ... and more.
When I was a child, I was a book worm, and I was deeply in love with "Children's Concise Encyclopedia", whenever I open this Encyclopedia, I was like entering wonderland; go on reading till something in the outer world interrupts me. 
I had interest in Engineering back then, every time I got a new toy, I only like to break it to parts, open it, and explore. While doing this dad thought that the solution is in buying me 2 from each toy; but he found my exploring both toys. He believed that I was breaking it to know how it works; but really I was breaking it, to update it, because it is wasn't amusing me enough. Every time I break it, find that it is so old to be updated, so i throw it in the rubbish bin.
Because my dad is a doctor, he always liked to place my exploring talent in the right place; not only to develop myself, but because when I grew up, this discovering and exploring talents are going to go beyond toys.
Because of this, he bought me my first PC ever. I was still in KG. For sure computers back then was above any human imagination; but for me the computer was the first toy, that can amuse me.
I grew up, graduated from KG, going to the Englsh School in Cairo; which was built by the English people in 1916. It was build for English kids here in Egypt, then in 1956 the Egyptian Government took it; but it remained under the English standards to spread the western ideas.
The school admins had the English manners, and we learned those manners from them. We were very punctual, wearing uniform: this uniform was very formal, more like Hogwarts school uniform in Harry Potter, it was a must to neatly comb your hair, and the shoes is polished well too.
This uniform and punctuality makes me very classic from a very young age. Being classical was growing day by day till I reached teenage.
In first primary, we learned the word "Traveling", from this day and my introvert personality took another level. In all my copybooks and books, I draw something flying; a butterfly, bird, plane, rocket, the magic carpet even. The though of escaping from my family, developed to escaping from the whole world.
In third primary, I took the first place academically as usual, my dad bought me a newer version PC. it was Microsoft 3.11. On this day dad said to me that the computer is the future, and I have to learn it well. Computer for me was way different than the gameboy and Atari. I loved the Computer and it took a part from my daily routine.
When Windows 95 was released, my dad make a deal with me and my siblings; whomever will discover something new in this Windows 95 will be rewarded. On the spot, I began to explore. Every while the windows break, from my discoveries, and dad go repair it; so I can remain discovering. I learned later that trial and error or undo, is not in the real world or out of the computer world.
In fourth primary, mum told me that I'm now a grown up and I'll study alone like my elder siblings, I was shocked, I even cried. After that I understood that she is not understanding the curriculum, and I've decided that I'll take control. And if I found anything wrong in the curriculum I'll correct it.
One day, in primary, the teacher taught us how to make a paper ship. On this day I've learned to make my dreams come true. On this day I stopped drawing flying objects, and began to make paper ships. Weekly I manufacture at least one paper ship till 2009. Daily, I do one .. Any day I'm happy in I don't make any .. Any day i'm sad I do many.
One day I took a motor from one of my toys, and placed it in one of my paper ships, connecting it to a battery, and it began to spin, I placed it in a sink, full of water. But badly the paper ship sank :( one of my discoveries failed. My mum saw me and laughed a lot, after that she asked me, why i did this; she know will that I want to leave them and escape.
But not only escaping was the reason to discover this discovery, I just need to discover anything. Once I made a lamp, while trying it the whole place went black; I thought that I died, but suddenly I found my mum and dad calling me. Despite I was so quiet, but any disaster happen they think of me. 
In fifth primary I discovered the internet. It was never easy to understand how my words are sent to other people in different country. After I read about this topic, I found that it's safe, and needles to be updated.
Because I always believed in traveling and escaping, but the most realistic way now was through the internet explorer. 
And now I've passed my fifth year, taking the first place as usual. Changing the blue cravat, with the red one. With this change I began my teenage years.
Before my teenage years, my dad taught me the eastern culture, Arabic and Islamic traditions and manners, classic and Arabic movies, Abdel Halim, Fayroz, Nagat, and Warda songs.
After being a teenage, in 1999. I took a new perspective in life, which was so daring. I began to go out of the eastern culture slowly, and entering the western one. 
Year after year, I began to go deeper in English literature, and American music. I began to read classic and modern English and American novels, observing the celebs news, listening to all the music genres. After attending the eastern Opera shows, I began to attend Shakespeare, Piano, and Violin. 
I became respecting western culture, more than eastern culture. While we are in the car, mum and dad listening to Arabic songs, I just plug in my headphones and listen to any western music. If they going to watch an Arabic movie, I feel uneasy, and sleep in there. 
I began to rebel always and forever. But in 2003 I explores "Mashary Rashed". It was the first time to listen to Quran in a way I like and understand. I took 3 Cassettes for him, and these Cassettes made my life. After that my brother bought me a Cassette for "Amr Khaled", it was the first time to understand religion. And I began to walk my way toward God more closer, step by step.
Because of the different perspectives I've in life, form eastern to western .. My character is a mess .. Anyone meets me feel wired about me, because I've invented a new perspective about religion, based on what I see right and what I see wrong.
My personality was a cocktail. I was listening to Quran, western songs, and eastern songs, then some pop or metal. I may go out with girls, who are respectful, go to my girlfriends birthdays and they make me surprise birthdays too. One week I go pray in the mosque and another week I go to an Opera western concert. I stayed in this state from 2003 till 2006. In winter I go closer to God, in summer I go to nightclubs and la plage, after that Ramadan comes, and I begin to get closer to God again. I and my friends, don't know whether I'm crazy, psycho, ignorant, or double-faced. 
During this time I wasn't happy, I was smiling but never happy. And I never stopped thinking about traveling and escaping, my old dream.
At first, I knew that after finishing my high school, I'll begin my university years in America. But then my family convinced me that dentistry is one of the best colleges in Egypt. And I thought that after that I 'll  finalize my studies in Canada or Australia.
In 2006, one of my school friend died in a car accident, after this accident all my friends and I began to go closer to God. But I was going closer to God quicker and quicker, than going back. 
And the cocktail life remained till 2009. In 2009 I took a new turn in my life, I believed in Salafya. 
After finishing my dentistry studies, I found that I wont travel till I finish my military service.  I began my military service on 15-7-2011, after dreaming of traveling all day and night; I find myself in a small container, 5 meters X 10 meters. For 13 months, I was living with air-condition, fridge, private bathroom, but military service is military service. 
After beginning my military service, I knew that the mobile phone is forbidden, but I'm allowed to have a cellphone with no cam. But after a while, I bootlegged my smartphone, laptop, I-pad, and USB. I bootlegged all these things, not to connect with the outer people, but to remain discovering my discoveries and projects on the internet. 
Despite all these things, I, for the first time needed a person to talk to. Despite this I rarely answered my phone, or called anyone. 
After I ended my military service in 1-9-2012. Dad bought me a clinic and villa, to forget about traveling. Anytime I start talking about traveling, he begin to tell me to study for masters, or he will open to me a new clinic. And he always tell me that why to travel ?? and my dad traveled for years and years, for me and my siblings never have to travel again. But whoever knows me well, know that I am from the beginning to the end is expatriate. 
From the day I discovered the internet, and I travel daily with my mind, heart, and soul; for all western and eastern countries. I've traveled the world, then began to discover the planets and stars. 
All these thing effected my either positively or negatively. But all these places were not suitable for me, because they are not perfect enough. Always and forever there is an inner sound telling me to travel and travel and travel.
After many, many years I've discovered that I'm really traveling, as long as I'm living .. I'm travelling. This home is not my real home, neither Egypt, nor the solar system as a whole. Not even the milky way. My real home is a way farther than all these places, not even located on the internet. I was there, before coming to Earth. As I'm always unhappy and been tried from traveling, my target now is to go back to my real home .. PARADISE.



Written by: Amr

Translated by: Shahd H. Rashed


"انا موافقه جدا ان الوطن الاصلي لينا هو الجنه .. بيتنا الاصلي هناك .. 
في الحياه دي .. احنا في رحله .. احنا ضيوف علي العالم دا ..
بيتنا الحقيقي هو الجنه .."


"I totally agree that we are originally related to the paradise, 
our real home is there .. 
In this life .. It is a journey .. We are visitors on this planet 

and universe .. 
Our real home is in Paradise .."


Comments

Popular posts from this blog

كلام عيب

كونك ممحون

هو و هي-الزنانه